الجودة في الإسلام
ارتبطت الجودة بديننا الحنيف منذ الوهلة الأولى لخروج هذا الدين إلى الوجود، ويكفينا الاستدلال بآيات بينات لتأكيد ذلك، قال تعالى : " وأحسن كما أحسن الله إليك " ( الآية 77 القصص ) ، وقوله: " صنع الله الذي أتقن كل شيء " ( الآية 88 النمل )، وقوله كذلك : " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " ( الآية 04 التين ).
مفهوم الجودة في الإسلام
بداية جاءت الرسالة الإسلامية لتعبر عن دين الإسلام في أسمى مواقفه، وانضج وأكمل عطائاته وإرشاداته للإنسان كي يتفرغ لأمور الدين والدنيا بلا أعذار أو احتجاج،ومن هنا جاءت الرسالة المحمدية بالتشريع الكامل لكل جوانب الحياة ، كما كانت التمام لرسالات الأنبياء من قبل
ويقول عليه الصلاة والسلام: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ".
ومن هنا ربما لا نجد غرابة في أن خلاصة الرسالة الإسلامية ، هو عبارة عن تكليف الله لعباده ومطالبتهم إياهم باتخاذ الموقف الأجود و الأمثل في كل حركاتهم وسكناتهم ،أو مجمل عملهم ونشاطهم .
والمتتبع للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، التي بثت في الفرد الرغبة والطاعة والعمل، من خلال التوصيات ، يجد أن غاية المشرع في المكلف ليس في مجرد الانصياع والقيام بالعمل وفقط ، ولكن يجد في ثنايا النصوص ولفظها وروحها، أن المرجو والمطلوب هو العمل المتقن وإحسان العمل.
وقد ورد هذا المعنى في نصوص صريحة مثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " ، وقوله : " إن الله كتب الإحسان على كل شيء " ، وكل شيء هنا تفيد العموم، والإحسان مرتبة أعلى من الإتقان .